للولد المشاكس

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
23/09/2007 06:00 AM
GMT



الى علي الموسوي
ألم أقل لك أيها الولد المشاكس .. بأنك لو استمررت في حبك المفرط للناس هكذا .. سأحرمك من نعمة الحيلة التي لولاها ما عاش مثقف ٌ عراقي ٌّ هارب ٌ من واقع ٍ يضطهده الى واقع ٍ مجرور ٍ باضطهاد الآخرين ..الى أن يدمن الهارب ُ هروب الناس الاضعف من بطشه بعد فترة وجيزة ..
ألم أقل لك بأنك محظوظ ٌ جدا لأنك خرجت َ بعفافك البكر حيث لن تدنسك الجاهلية ُ الواعية بأوزار انطلوجياتها واشكالوياتها وسيميائياتها ولك أن تضيف ما تشاء من مفردات ( التواثي ) التي تحيلك الى مستشفى الكندي بعد أول جلسة ٍ تجلدك .
ألم أقل لك .. من قبل بأنك مبدع ٌ أتمنى أن تكف َّ عن احتفائك بالجمال لأنك تكلفنا ما لا قدرة لنا به من الدمع .. وتصبغ وشائعنا السود ببياض قدسيتك اللاهبة ..
ألم أقل لك [انك ابن ُ خير من يسعى به قلم .. إلا أنك فقت َ الساعي والمسعي من أجله .. برقة صمتك .. وبراءة بصمتك .. ونقاوة فكرتك ..
لي الآن أن اكيل لك الحب .. والعنك بالصلوات .. واغطيك بالعراء .. لأنك مني بمنزلة النزف من الجرح .. إلا أنه لا جريح من بعدي ..
أتذكر حين كلمتني آخر ليلة وانت تنفض عن شاربيك الغضين غبار الماء مودعا وطنك .. أخبرتك بأن تأخذ العراق في حقيبتك إن اتسعت .. ووعدتك بأني سأجتهد ُ لأرتب الدنيا لك فور عودتك ..
اعتذر يا صديقي .. لقد حملتك َ ما لا طاقة لي بحمله .. وحملت ُ نفسي وزر المحاولة .. ومازال الافق يبشر بالعاصفة التي نصنعها ثم ندعو زوالها ..
اعلم أنك دائم الخضرة كالبرتقال .. لكني وانا يدب ُّ بي الخريف ُ لا ادري بمن ألوذ .. والظلال مهيّأة ٌ للشمس ..
لم يبق يا صديقي في بلادك سوى كسرة شمس تدعي أنها كهرباء ..
ولا ليل يجمعنا إلا لنعلن بكاءنا فوق رمله ..
أيها الكبير ُ كمعلم ٍ في عيون طلاب الصف الاول ..
ايها الطويل كدقيقة ٍ في انتظار الحبيبة ..
ايها الواسع كعطر صيفي ٍّ بارد ..
أيها البعيد كالأمل ..
أحسدك .. فقد اتسخنا اثناء بحثنا عن مساحيق التنظيف الرائجة ..
وبقيت َ منزها ً من ادران معرفة ٍ سعينا إليها فزادتنا جهلا ..
أحسدك .. لأننا نذكرك .. ولا نذكر بعضنا لأننا نراهم ..
أفرط بما تفعل فخمرتك مسكرة .. وحبات ُ لؤلئك ستجتمع ُ في قلوبنا ..
تمتع بما لديك ( ليس على الطريقة الايرانية ) إنما بعراقيتك الفذة ..
سنلتقي ولو على قرن عفريت ..
انتظرنا
مصيرنا معك ..
دمت َ مشاكسا ..